المؤتمر الـ87 للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية ينعقد في الرباط

تتحول مدينة الرباط، عاصمة الأنوار، هذا الأسبوع إلى قبلة لقادة الإعلام الرياضي العالمي، حيث تحتضن في الفترة الممتدة بين 12 و17 ماي الجاري، فعاليات المؤتمر 87 للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبتنسيق بين الجمعية المغربية للصحافة الرياضية ووزارة الشباب والثقافة والاتصال ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى جانب عدد من الشركاء المؤسساتيين البارزين، وفي مقدمتهم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الكونفدرالية الإفريقية للكرة الطائرة، والمغربية للألعاب والرياضة. ويعد هذا الحدث فرصة استثنائية لتلاقي 350 شخصية من كبار الصحفيين الرياضيين من 110 دولة، لمناقشة قضايا إعلامية ورياضية راهنة، في فضاء تحاوري متعدد الأبعاد يجمع الخبرة والتجربة بمستقبل المهنة في زمن التحولات.

وتعود الجمعية المغربية للصحافة الرياضية لاحتضان هذا المؤتمر العالمي بعد عشرين عاماً من تنظيمه الأول بمراكش عام 2005، وسط طموحات كبيرة بجعل هذه الدورة لحظة نوعية في تاريخ الاتحاد الدولي، من خلال التنظيم المحكم، وغنى النقاشات، وقيمة المشاركين. وقد استُهلت أشغال المؤتمر يوم الثلاثاء 13 ماي باجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد في مدينة سلا، تلاه مساء اليوم نفسه حفل توزيع جوائز الاتحاد الدولي لسنة 2024، بحضور رسمي ورياضي رفيع المستوى، أعلن من خلاله الانطلاق الرسمي للمؤتمر. وتميز الحفل، الذي نُقل مباشرة عبر قناة الرياضية المغربية وقناة الكأس القطرية، بتكريم أربعة من رواد الصحافة الرياضية، هم محمد السلهامي، أحد المؤسسين الأوائل للجمعية، نجيب السالمي، الرئيس السابق للجمعية، مصطفى بدري، مدير جريدة "المنتخب" وأحد رموز الصورة الرياضية عالمياً، بالإضافة إلى عائلة الفقيد بلعيد بويميد، الرئيس الأسبق للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية فرع إفريقيا.

كما جرى الإعلان عن أسماء الصحفيين المتوجين في مختلف فئات جوائز الاتحاد، من بينها فئة أفضل صورة رياضية، أفضل مقال، أفضل فيديو وثائقي، وأفضل تدوينة إلكترونية، إلى جانب ثلاث جوائز خصصت للصحفيين الشباب، في لحظة احتفاء بالمهنية والتميز في مجال الإعلام الرياضي.

وتشهد الأيام الموالية زخماً كبيراً على مستوى الورشات والجلسات، حيث تمت برمجة تقارير مهمة حول الألعاب الأولمبية الشتوية بميلانو، وأولمبياد الشباب في دكار سنة 2026، إلى جانب استعراض لمسار المغرب في تنظيم التظاهرات الرياضية القارية والدولية، عبر عرض خاص للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كما ستتم مناقشة مواضيع حساسة مثل الصحافة الاستقصائية، والذكاء الاصطناعي وتأثيره على مهنة الصحفي الرياضي، والمراهنات غير القانونية وتداعياتها على النزاهة الرياضية. وينتظر أن تعرف الجلسات التفاعلية مشاركة مؤسسات كبرى مثل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، الاتحاد الدولي للجودو، والاتحاد الدولي للرياضة الجامعية (FISU)، إلى جانب مداخلات غنية من صحفيين وصحفيات يمثلون تجارب مهنية متنوعة من مختلف القارات.

وسيتطرق المؤتمر أيضاً إلى قضايا تتعلق بمكانة المرأة في الصحافة الرياضية، ومستقبل صناع المحتوى في ظل التطور الرقمي، بالإضافة إلى اجتماعات للاتحادات القارية التي ستخصص لتبادل الخبرات وتنسيق الجهود في سبيل تطوير المهنة على المستويات الجهوية. وتختتم فعاليات المؤتمر يوم الجمعة 16 ماي، بعقد جلسات خاصة لمناقشة أخلاقيات المهنة وحماية حقوق الصحفيين الرياضيين، لتتوج هذه التظاهرة العالمية بزيارة ميدانية إلى مركز محمد السادس لكرة القدم والمتحف الوطني لكرة القدم، حيث يطّلع المشاركون على المشاريع الطموحة والبنيات التحتية التي تعكس مدى تطور الرياضة المغربية واهتمامها بالإعلام كرافعة استراتيجية.